خطورة التنصير:
التنصير : إتخذ فى هذا العصر سمة
السرعة و الجدية فقد شهد هذا العصر أكبر تحرك للعمليات التنصيرية و أوجد له كافة
الوسائل الممكنة و الإمكانيات المتاحة , و يجول المنصرون فى شتى بقاع العالم و ان
كانت القارة السمراء تحظى بالنصيب الأكبر من هؤلاء المنصرين , فتلك الحركات
الفاشلة تذكرنا بقول الله عز و جل ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد
إيمانكم كفارًا حسدًا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهمالحق فاعفوا و اصفحوا حتى
يأتى الله بأمره إن الله على كل شئ قدير البقرة 109 , و ودت طائفة من أهل الكتاب
لو يضلونكم و ما يضلون الا أنفسهم و ما يشعرون آل عمران 69 .
التبشير و المبشرون (
التنصير و المنصرون ):
يقول فارس الإسلام و ملجم المنصرين الفاشلين
أحمد ديدات ( التبشير من البشرى و البشارة و اصطلاحًا يستخدم مصطلح التبشير على
تلك الحملة التى تولتها الصليبية فيما يسمى " بتعليم الدين المسيحى "
... لقد تأخرت نشأة التبشير عن نشأة الإستشراق و لكنها صاحبته و تعاونت معه و كانت
نشأة الإستشراق قبل الحروب الصليبية بحثًا فى أحوال الغزاة الذين وصلوا الى قلب
أوربا و من قبلها الأندلس ثم الحروب الصليبية خدمة لها و تبصيرًا و توجيهًا ثم كان
بعد الحروب الصليبية كذلك و يلتقى هنا التبشير مع الإستشراق فلقد كان ميلاد
التبشير مع فشل الحروب الصليبية تنفيذًا لوصية قائد الحملة الثامنة ( لويس التاسع
) حيث نبه الى قوة العقيدة الاسلامية ) 1 , و يبين فارس الإسلام و
هازم الكفر و أهله لماذا يريد المبشرون ( المنصرون ) أن يمحوا هذه العقيدة التامة من قلوب
المسلمين قائلا ( تثير تلك العقيدة الصافية النقية فى قلوب معتنقيها روح الجهاد فى
سبيل الله مما يتصدى الى أى غزو عسكرى أو سياسى لتلك البلاد و بذلك تقف تلك البلاد
الإسلامية فى وجه الغزو الخارجى لها , و لقد استفاد المبشرون من أخطاء الحروب
الصليبية و أحكموا خططهم لكى يتمكنوا من إحتواء المسلمين و السيطرة
عليهم إما بتحويلهم عن دينهم أو
بث الأخطار الخبيثة المضادة بينهم و إشاعة روح الفرقة بين
أبناء المجتمع الواحد و بين الدولة و الأخرى مما يؤدى فى النهاية الى تفريق الشمل
و تفريق الكلمة و بذلك تتمكن تلك البلاد الصليبية من تنفيذ مخططاتها العدوانية و
السيطرة على المقدرات الإسلامية و العربية أمة و شعبًا و ثروة و تاريخًا و حضارة و
فكرًا , انها تهدف الى الإستيلاء على كل ماهو إسلامى و تدمير كل مظهر إسلامى ) 2
أهداف التنصير :
و يحصرها لنا العلامة ديدات فى نقاط تحدث
عنها فى كتابه الماتع ( حوار مع مبشر ) :
1-تنصير المسلمين .
2-الخروج من الإسلام و التذبذب فيه .
3-الإبعاد عن الإسلام .
4-إنهاء الخلافة الإسلامية .
5-إلغاء فريضة الجهاد .
6-القضاء على القرأن و محوه .
7-تدمير أخلاق المسلمين .
8-القضاء على وحدة المسلمين .
9-إبقاء العرب ضعفاء .
10- إنشاء ديكتاتوريات سياسية فى العالم الإسلامى .
إمكانيات حملات التنصير:
يضرب لنا العلامة ديدات
هذا المثل قائلا ( هناك حوالي 35 ألفا جمعية تبشيرية صليبية في صحارى إفريقيا....هؤلاء
مدعمون من الكنائس و المنظمات المسيحية الأمريكية, إنهم يريدون جعل إفريقيا كلها
مسيحية, في سنة 1977 كان هناك في أندونيسيا حوالي 6 آلاف جمعية صليبية تبشيرية من
أجل تحويل 15 مليون إندونيسياً إلى المسيحية .... وهو يطمحون إلى جعل إندونيسيا
بلدا مسيحيا ...ولديهم سفن تُوظف في العمل التبشيري .. من هذه السفن : سفينة تُدعى (
لوجوس ) ، وسفينةٌ أخرى تُدعى ( دولوس ) ، وهذه السفن تنتقل بين الموانئ ، ويشجعون
الناس للصعود إلى ظهر السفينة ، والناس بطبيعتها تسرع إلى ذلك .. فهي تجربةٌ جديدة
وطريفة ، خاصة في عصر السفر بالطائرات ، ولذلك عندما ترسو السفن وتفتح الأبواب
للزوار يندفع الجميع إلى ظهر السفينة مسلمين وغير مسلمين ليتفرجوا ، وهناك تقدم
لهم المطبوعات ، وتتم عمليات غسيل المخ , وحالياً فإن هذه السفن تعمل في أندونيسيا
.. تتجه هذه السفن التبشيرية إلى إحدى الجزر وترسو بالقرب منها ، فأندونيسيا كما
نعلم تتكون من حوالي ألفي جزيرة ، ولكل من هذه الجزر ميناؤها الخاص بها ، وحين
ترسوا السفينة التبشيرية فإنهم يرسلون القوارب الصغيرة لتحضر السكان إلى ظهر
السفينة ، ويقدمون لهم التسلية والترفيه ، ويوزعون عليهم الكتب ويباشرون عملية
غسيل المخ , وهم يتباهون بأن لديهم من الإمكانات الخاصة بهم أكبر ممَّا لدى
الحكومة الأندونيسية نفسها ) ( وهم يخططون في الشرق الأوسط للإتصال بالناس في
المنازل ! وفي أحد مؤتمراتهم التي عقدت في بيروت بلبنان ، فإنهم سوف يجندون مبشرين
للعمل في الشرق الأوسط وظيفتهم هي الدق على أبواب المنازل وتبليغ رسالة المسيحية
إلى الناس يداً بيد .. بواسطة الكتب والحوار المباشر ، وبواسطة الإتصال الشخصي ,
وإذا لم يتمكنوا من تحقيق هدفهم بالإتصال المباشر في بلاد كالسعودية ، فإنهم
يحققون هدفهم من خلال البريد . فمن خلال دليل التليفون في جدة والرياض وغيرها ،
يلتقطون أسماء المسلمين ، ويرسلون إليهم كوبوناً بالبريد – ولدي عينات من هذا
الكوبون ، وهو مكتوبٌ بالعربية – ويقولون : " خصصنا لك إنجيلاً بالمجان ..
ألا ترغب في الحصول عليه ؟ ")3
مواجهة التنصير :
إن الجهاد فى سبيل الله تجاه هذه الهجمة فرض على كل مسلم , و
فى هذا المقام يقول فارس الإسلام (...و لكن أين الدعوة المهمة الأصيلة للمسلم ؟.. من
مائة ألف صحابي حضروا حجةالواداع لم يدفن فى المدينة منهم الا عشرة الاف – أين ذهب الباقون ؟-
فهموا معانيالشهادة و التبليغ للرسالة و انطلقوا فى الأفاق يمتطون خيولهم و جمالهم
ينشرون دعوةالله و يبلغونها للعالمين , أدركوا رسالتهم للعالم و لم يكتفوا
بالجلوس فى بيوتهم ومساجدهم يقيمون نصف الدين و يتركون النصف الآخر ..... فأجدادك قد
أدوا دورهم بينماأنت لا تستطيع أن تحافظ على نفسك و على أبنائك , أخى : اما أن تجاهد
فى هذة المعركةو تقف فى وجه هذة القوى أو تقبع مكانك و تنهزم و تنعدم و يستبدل قوما غيركم )4 , ( فإذا دعونى الى كتابهم المقدس فسوف ادعوهم الى القرأن
الكريم )5 , ( ان هذا الدين جاء ليظهر على الدين كله و على
طرق الحياة جميعها , سواء كانت اليهودية أو الشيوعية , و مهما تكن الفلسفة أو
الديانة , فقدر الإسلام أن يهيمن عليها جميعًا , أنا أؤمن بذلك , و لكن الدور الذى
يمارسه كل أحد هو من اختياره , فإذا كنت تريد أن تكون راضيًا بالخضوع و أنت مشتوم
ممتهن أو أن تكون لعبة للتدريب , فإن هذا هو اختيارك أنت و ليس هذا اختيار الله ,
إنه يتعين علينا أن نعمل بجد أكثر , فالمجتمع الغربى يغسل أدمغة أبنائنا بأسلوب
يجعلهم يشعرون بالدونية , و المبشر إذا جاء و طرق بابك فهو عدوانى , و مهما جاءك
بوجه مبتسم فإنه يعتقد فى قرارة نفسه أنه أفضل منك , و لولا ذلك لما تجرأ أن يطرق
بابك ليخبرك أنك ستدخل جهنم ! , إن النبى قال " اليد العليا خير من اليد السفلى "6 , و هذا يعنى أن الذى يعطى أرفع منزلة من الذى
يأخذ , ان مهمتنا هى أن نخرج لنبلغ رسالة الله , إننا فى مكانة أعلى من الناحية
العقائدية )7 ( إنهم يخططون و يدبرون كيف يقاومون و يكافحون الإسلام ! .... و لكن
ماذا فعلتم حتى يشعروا بالرهبة منكم ؟ ! , ماذا فعل المسلمون حتى يشعروا بالرهبة ؟
! .... و ماذا يرعبهم أو يرهبهم ؟ إنهم يقولون أو يزعمون أنهم مرعوبون من غزو
الإسلام لحماهم ! , و طالما سألت : " أين هؤلاء القوم الذين يفترض أنه ينشرون
الإسلام ؟ " أين هم ؟ هل لدينا فى جنوب أفريقيا بعثة واحدة للدعوة إلى
الإسلام و نشره ؟ فهل يمكنكم أن تخبرونا بإسم بعثة واحدة للدعوة الإسلامة فى جنوب
إفريقية بينما النصارى آلاف البعثات أو الإرساليات للتبشير المسيحى أو التنصير ,
هل هناك بعثة إسلامية واحدة ؟ هل يمكنكم أن تنبئونى بإسم بعثة إسلامية واحدة جنوب
نهر الزامبيزى ؟ لا ! و مع هذا فإنهم مرعوبون ! )8 ( إننى أقول لكم إن المشكلة هى أننا حقًا لا
نستغل هذه المسألة ( و هى أنهم خائفون دون أى شئ ) , و قد حان الوقت لأن
نستيقظ و نعى الرسالة التى أعطاها الله سبحانه و تعالى لنا , فنحن لسنا بحاجة الى
تلفيق ( كما يفعلون ) و لسنا بحاجة لأن نربك عقولنا أو نسئ استخدامها أو لأن نبدل
المنطق , و لتخرجوا بهذه التعاليم البسيطة التى توافق عقل الإنسان و منطقه ,
اذهبوا و اعرضوا إخوة الإسلام هذه على البلد الغارق فى الظلام الفكرى و الأخلاقى
الذى نشاهده و يحيط بنا جميعًا , و لتروا ما يمكنكم عمله حيال ذلك , إننى أؤكد لكم
أنهم سوف يخفقون و يعجزون و ينهارون , إن الدعوة الى الإسلام واجب و شرف ندين به
لأنفسنا , و أنا أؤكد لكم أن لدينا القوة و لدينا القدرة على النفرة و الارتقاء
الروحى و لدينا التعاليم التى تجعل منا قومًا لا يغلبون , إننى أؤكد لكم أنه لا
يمكن أن يبلغ منزلتكم أو مقامكم أحد , لو أنكم قمتم بدوركم و نلتم الشرف المناط
بكم .. قوموا بالمهمة و بلغوا الرسالة , ان هؤلاء القوم مرعوبون حتى و أنتم ساكنون
عن الحركة , حتى و أنتم صامتون عن الكلام أو الإعلان عن عقيديكم )9 ( فنحن لم نفعل شيئًا حتى نستحق هذا الشرف أو
الكرامة و الإمتياز أو الفضل بما نلاقيه من إهتمام المجالس الكنسية المتتالية ,
فليس لهم حديث إلا عن الإسلام و المسلمين ! أرأيتم هذا ؟ ! , إنه لديهم ألف مشكلة
و مشكلة فلديهم مشاكل منزلية تعرض أطفالهم للضياع و الإنهيار الاجتماعى و الأخلاقى
و لديهم مشكلة السكر و إدمان الخمر الذى تفشى فيهم , فياله من تصدع إجتماعى , و
جميع هذه المشكلات المنزلية و السياسية لا تزعجهم و لا تقلقهم و لا تسبب لهم الهم
و الغم , و الشئ الوحيد الذى يظل يطن أو يئز أمامهم هو الإسلام و أنتم أيها المسلمون
! و إنه لفخر و امتياز , و لولا ذلك .. لولا هجماتهم هذه على الإسلام ما كنت معكم
هنا ! و لو لم أكن هنا ! , لما كنتم هنا الليلة ! , و من ثم فرب ضارة نافعة ) 10
فالشيخ رحمه الله يطمئن المسلمين بيقين المؤمن من
أن كل هذه المحاولات المستميتة سوف تذهب سدى ان شاء الله كما و قدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا و فى نفس الوقت يدعونا فارس الإسلام الى عدم الركون الى أن الله
سوف ينصر دينه بدوننا قائلا ( ان المسلم في جميع أنحاء العالم يعاني من المشاكل
التي يخلقها له المبشرون ، والتهديد والهجوم التبشيري يغطي العالم كله ، وعادة ما
يكون المسلم ليناً متراخياً .. فهو يظن أن كل شيءٍ على ما يرام ، ذلك أن الأمر
مفروغٌ منه ، فالله هو الذي يتولى أمر دينه ، ألم يقل الله : ... لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُشْرِكُونَ أي أن الله في النهاية سيجعل الإسلام يسود ويعم ، لذلك تجد المسلم
يعيش حاملاً في ذهنه هذه الفكرة ، بأن الله هو الذي يقوم بذلك ، فلماذا إذن يتحرك
هو ؟!! لذلك فهو متهاونٌ ومتخاذلٌ ، بينما نجد أن المبشرين المسيحيين ينشطون
ويحركون جماهيرهم ، والناس في الغرب ليسوا متدينين عموماً ، فالذي أعلمه أن ثلاثةً
بالمائة فقط من الناس في بريطانيا يترددون على الكنيسة ، ولكن هؤلاء الذين يترددون
على الكنيسة يشكلون جبهةً قويةً جدًّا ، وهم يحركون العالم كله ، وقد نشروا في
العالم سبعين ألفاً من الصليبيين المتفرغين , والصليبيون هم مجاهدوا المسيحية , في
الماضي كان الصليبيون يعملون بأسلوبٍ مغاير .. في أيام صلاح الدين الأيوبي ، جاء
الصليبيون من أوروبا لاحتلال فلسطين ، ولينتزعوها من أيدي المسلمين .. هكذا كانت
الصليبية في ذلك الزمان ، واليوم اختفى هذا النوع من الصليبية .. فالصليبية الآن عملٌ
ذهني وثقافي ، وهي اليوم عمليةٌ فكريةٌ وذهنيةٌ ) 11
الإنتقال من رد الفعل إلى المبادرة :
يجب علينا كمسلمين أن نكون أول من يبادر بالدعوة بالحكمة و الموعظة
الحسنة , و آلا ننتظر هؤلاء الفاشلين حتى يأتوا إلينا , يقول العلامة ديدات ( نحن
المسلمين لم نفعل شيئًا حقًا من أجل ملايين الضالين فى العالم , يجب علينا أن
ننقذهم من " الشرك " و إلا فإنهم سوف يجروننا معهم الى الخسران المبين
فى الدنيا و الآخرة , إن الذين يعبدوا آلهة من البشر فى أرض الله الطيبة اليوم
أكثر من هؤلاء الذين يعبدون الله الواحد سبحانه و تعالى بعدة ملايين , و الشقاء
الذى يعيش فيه العالم الإسلامى هو بسب إهمالنا الكامل فى مشاركة " دين الله
" مع شعوب العالم , إن نشر الإسلام أول فرض على المسلم , إذا سقطت هذه
الدعامة فأنت على خطر عظيم , لتعلم أن عقاب الله يأتى بغتة ) 12
ضرورة الجهاد :
يقول النبى ( ذروة سنام الإسلام
الجهاد في سبيل الله )13, لذا كان لزام على
المسلم الدفاع عن عرض الإسلام و عن عرض القرأن و عن عرض العدنان , و لا يخشى فى الله لومة لائم , , فالحملة الشرسة التى يقودها الصليبيون على الإسلام
تتطلب الجهاد بمختلف أنواعه طبقًا لدرجات الهجوم الصليبيى , يقول العلامة ديدات (
سلاحنا الوحيد فى مواجهة هذا الخطر الداهم المفزعالمروع المسمى بالتبشير هو القرأن و حمل السيف فى
سبيل الله لمواجهة هذا الخطرالداهم إنها مقولة مصيرية بين الإيمان و الإلحاد , بين الإسلام و قوى
الطغيان , بينالعدل و الجور , بين النور و الظلمات , بين الحق و الضلال , فلا ينفع
و لا يجدى فىهذه المعركة الا السيف و القرأن يتعانقان حتى يقيم السيف ما ترك من
القرأن و يسودالإسلام العالم أجمع و يعود المسلمون الى رشدهم لمواجهة هذا الخطر
الكامن فىالصليبية و الصهيونية العالمية )14 ( فسلاحنا و درعنا فى هذه المعركة الإيمانية يتمثل
فىالقرأن لقد حفظناه لقرون لنكسب الثواب فقط و لكن
الأن يجب علينا أن نستعين به فىميدان المعركة لمواجهة التبشير و المبشرين)15
فنحن أمام خيارين يوضحهما فارس الإسلام قائلا ( إما أن نجتهد و أن
ندعوا الى الإسلام و نتمسك بإسلامنا , أو نقف مكتوفى الأيدى كما هو الآن لكى
يحولونا الى النصرانية , و نحن أصحاب الحق و الدين الذى يجب أن يظهر و ينتشر عن أى
دين .. النصرانية .. اليهودية , البوذية , الهندوكية , الشيوعية ,... هو الدين
الذى يجب أن يهيمن على كل ما سواه , و إذا قصرنا فى ذلك فإن الله توعدنا بأنه
سيبدلنا بقوم يحبهم و يحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين , فقد تركنا
المجال للدعوات النصرانية و غيرها تنتشر بكل أساليب الدعاية و الإعلام و استغلال
إمكانات الصحافة و الإذاعة و التليفزيون و غيرها و لهذا يجب أن نغير هذا الواقع و
أن ندافع عن ديننا و أن ننشره بذكاء و حكمة )16 ( فلماذا تستندون على ظهوركم دون أن تفعلوا شيئًا
و تركبون السيارات الفاخرة و تنفقون الأموال الطائلة فيما لا يفيد , و تقولون
الدين غالب دون العمل له ؟ .. من يفعل ذلك فإن هناك شكًا فى إيمانه و اعتقاده ! ) 17 ( يجب أن نحاربهم بسلاحهم و أسلوبهم و نشراتهم
التى تقدر بالملايين .. و لا أدرى ماذا حدث للمسلمين ؟! أضرب لك مثالا .. هناك
مجموعة صغيرة من النصارى قد طبعوا أكثر من 84 مليون نسخة من كتاب واحد بأكثر من 95
لغة مختلفة و يطبعون 10.2 مليون نسخة من مجلة شهرية بأكثر من 102 لغة و يصدرون من
مجلة أخرى تسمى اليقظة 8.9 مليون نسخة فى الشهر بأكثر من 54 لغة , و ميزانية ذلك
الرجل " سويجارت " مليون دولار يوميًا و نحن المسلمين بكل دخلنا من
البترودولار لا نستطيع أن ننفق مليون دولار للدعوة فى السنة الواحدة )18 ( إن المسلم يملك هذا الدين ... يملك البرهان و
عله أن يصحو و يعلم أنه يملك " جرافة " منحها إياه الله تحطم كل الصخور
, صخور الأصنام و الجاهلية , هى هذا الدين , فعليه استخدامها لنيل العزة , و لكن
تصرفاتنا تدل على ألا عزة لنا فى هذا العالم مع أن أصل العزة لله و لرسوله و
للمؤمنين , و فى مسألة الإبتعاث الى الخارج هناك مسألة هامة حيث أننا نقوم بقذف
أبنائنا أمام أنياب الأسد دون أن نحذرهم من مكامن الخطر – فالمنصرون الصليبيون
يحبون أن يرونا هناك لكى يسممونا و يعملوا لنا غسيل دماغ و يوجهونا كما يريدون ,
فأبنأونا الذين نقذف بهم فى بلاد الغرب يجب أن نعدهم ليكونوا سفراء لبلادهم و دعاة
لدينهم , فالمنصرون الذين يبعثون بأطبائهم و مهندسيهم و معليمهم ليعملوا هنا و
ينشرون النصرانية يكسبون , و فى نفس الوقت يؤدون مهمتهم التى يؤمنون بها ,
يجب ألا تنسى دورك وواجبك الأهم و هو تبليغ هذا الدين .. فإن أجدادك العرب قد
فعلوا ذلك عندما ذهبوا إلى التجارة و نشروا الدين , لذلك تجد أن أكثر من 90% من
المسلمين هم من غير العرب , فأجدادك قد أدوا دورهم بينما أنت لا تستطيع أن تحافظ
على نفسك و على أبنائك , أخى : إما أن تجاهد فى هذه المعركة و تقف فى وجه هذه
القوى أو أن تقبع مكانك و تنهزم و تنعدم و يستبدل قومًا غيركم )19 ( النصارى أصبحوا يجرفون المسلمين فى كافة أنحاء العالم , و ليس
هناك من يبكى لهذه النتيجة , بينما نرى النصارى يندفعون على نطاق واحد لنشر دينهم
, التضحية بحياة الترف و البذخ و العيش فى أدغال إفريقيا و الصحارى الحارقة لنشر
دينهم ..... أما نحن فصحيح أنهم يربوننا بالصلاة و تربية اللحية , و هذا جميل و
لكنه جزء , فقلما تسمع على المنبر من يحمسك و يشجعك على الإنطلاق و الدعوة الى
الله فى بقاع العالم , كلهم يحدوثونك عن الصلاة و الزكاة ...إلخ , و لكن قلما يكون
الحديث لنشر دين الله .. أين الجهاد ؟ الله سبحانه و تعالى يقولو جاهدوا فى الله حق جهاده هو اجتباكم و ما جعل عليكم فى الدين من
حرج فهو الذى اختاركم و اصطفاكم لهذه المهمة , هل منا من يتحدث عن
الجهاد ؟ ! آيات الجهاد لا تزال موجودة فى القرأن و لكنا لا نسمعها على المنابر !
, أمر الجهاد عليه الدين كله ) 20
وعيد و نذير:
يقول فارس الإسلام ( إن أمة تملك هذه الأموال و تعانى من هذا العجز
تستحق الدمار و التخلف و سيعاقب الله المسئولون عن ذلك فى اليوم الأخر كما توعد الله
سبحانه و تعالى الذين لا ينفقون فى سبيل الله , فالله سبحانه و تعالى أخبرنا عن سر
النجاح , و فى القرأن الكريم قدم لنا المعادلة و لكننا نأخذ أجزاء من الدين و
نجعلها دينا وحدها , و نقول : إن هذا هو الحق و الله سبحانه و تعالى يحدد سر
النجاح فى هذه الأمة و الذين استجابوا لربهم و أقاموا الصلاة و أمرهم
شورى بينهم و مما رزقناهم ينفقون الإيمان و الشورى و الإنفاق .... إن المواطن النصرانى يضع يده فى
جيبه و ينفق و يعطى الكنيسة .. الشركات و المؤسسات التجارية ترصد أموالا سنوية
لمؤسسات التنصير .. بينما المسلمون , أبواب الخير و الإنفاق مفتوحة أمامهم من زكاة
و صدقة , و لا تخلوا سورة من القرأن الا و تدعوا الى الانفاق و البذل فى سبيل الله
) 21
رحمك الله فارس الإسلام , يسير عليك أن تقول هذا , فأنت من ضحيت
بالنفيث و الغالى فكنت وحدك أمة أعدت لأمة الإسلام عهد البطولة و العزة , و صنعت
من الشباب رهائن الإفلاس أبطالا , فنحسب أن صدقت الله أقوالا و أفعالا , فنحسب أن
صدقت الله أقوالا و أفعالا !
المراجع:
1-حوار مع مبشر ص 11 – مكتبة المختار الإسلامى .
2-المصدر السابق ص 12 .
3-حديث مع ديدات
بالتليفزيون الأسترالى فى مقدمة محاضرة للشيخ بعنوان (what makegood Friday good ) و انظر( هذه حياتى سيرتى و
مسيرتى ص 91 – دارالفضيلة ) .
4-أحمد ديدات بين الإنجيل و القرأن ص 10, 11 - المختار الإسلامى .
5-حوار مع ديدات فى باكستان ص 25 – المختار الإسلامى .
6-رواهأحمد .
7-لقاء مع الشيخ بجريدة " عرب نيوزالسعودية " نقلا عن " هل المسيح هو الله ؟" ص 101 -102 , المختار الإسلامى .
8-عيسى إله أم بشر أم أسطورة ؟ ص 87 , 88 –المختار الإسلامى .
9-المصدر السابق ص 90- 91
.
10- المصدر السابق ص
103- 104 .
11-هذه حياتى سيرتى و مسيرتى ص 87-88 , دار الفضيلة .
12-الله فى اليهودية والمسيحية و الإسلام ( ما اسمه ؟ ) ص 60– المختار الإسلامى .
13-رواه أحمد – مسند الأنصار (21039 ) .
14- حوار مع مبشر ص30– المختار الإسلامى .
15-المصدر السابق ص 10 .
16-أحمد ديدات بين الإنجيل و القرآن ص 6-7 , المختار الإسلامى .
17- المصدر السابق ص
7 .
18- المصدر السابق ص
8 .
19- المصدر السابق ص
10-11 .
20- المصدر السابق ص
12 .
21- المصدر السابق ص
10 .
التنصير : إتخذ فى هذا العصر سمة
السرعة و الجدية فقد شهد هذا العصر أكبر تحرك للعمليات التنصيرية و أوجد له كافة
الوسائل الممكنة و الإمكانيات المتاحة , و يجول المنصرون فى شتى بقاع العالم و ان
كانت القارة السمراء تحظى بالنصيب الأكبر من هؤلاء المنصرين , فتلك الحركات
الفاشلة تذكرنا بقول الله عز و جل ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد
إيمانكم كفارًا حسدًا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهمالحق فاعفوا و اصفحوا حتى
يأتى الله بأمره إن الله على كل شئ قدير البقرة 109 , و ودت طائفة من أهل الكتاب
لو يضلونكم و ما يضلون الا أنفسهم و ما يشعرون آل عمران 69 .
التبشير و المبشرون (
التنصير و المنصرون ):
يقول فارس الإسلام و ملجم المنصرين الفاشلين
أحمد ديدات ( التبشير من البشرى و البشارة و اصطلاحًا يستخدم مصطلح التبشير على
تلك الحملة التى تولتها الصليبية فيما يسمى " بتعليم الدين المسيحى "
... لقد تأخرت نشأة التبشير عن نشأة الإستشراق و لكنها صاحبته و تعاونت معه و كانت
نشأة الإستشراق قبل الحروب الصليبية بحثًا فى أحوال الغزاة الذين وصلوا الى قلب
أوربا و من قبلها الأندلس ثم الحروب الصليبية خدمة لها و تبصيرًا و توجيهًا ثم كان
بعد الحروب الصليبية كذلك و يلتقى هنا التبشير مع الإستشراق فلقد كان ميلاد
التبشير مع فشل الحروب الصليبية تنفيذًا لوصية قائد الحملة الثامنة ( لويس التاسع
) حيث نبه الى قوة العقيدة الاسلامية ) 1 , و يبين فارس الإسلام و
هازم الكفر و أهله لماذا يريد المبشرون ( المنصرون ) أن يمحوا هذه العقيدة التامة من قلوب
المسلمين قائلا ( تثير تلك العقيدة الصافية النقية فى قلوب معتنقيها روح الجهاد فى
سبيل الله مما يتصدى الى أى غزو عسكرى أو سياسى لتلك البلاد و بذلك تقف تلك البلاد
الإسلامية فى وجه الغزو الخارجى لها , و لقد استفاد المبشرون من أخطاء الحروب
الصليبية و أحكموا خططهم لكى يتمكنوا من إحتواء المسلمين و السيطرة
عليهم إما بتحويلهم عن دينهم أو
بث الأخطار الخبيثة المضادة بينهم و إشاعة روح الفرقة بين
أبناء المجتمع الواحد و بين الدولة و الأخرى مما يؤدى فى النهاية الى تفريق الشمل
و تفريق الكلمة و بذلك تتمكن تلك البلاد الصليبية من تنفيذ مخططاتها العدوانية و
السيطرة على المقدرات الإسلامية و العربية أمة و شعبًا و ثروة و تاريخًا و حضارة و
فكرًا , انها تهدف الى الإستيلاء على كل ماهو إسلامى و تدمير كل مظهر إسلامى ) 2
أهداف التنصير :
و يحصرها لنا العلامة ديدات فى نقاط تحدث
عنها فى كتابه الماتع ( حوار مع مبشر ) :
1-تنصير المسلمين .
2-الخروج من الإسلام و التذبذب فيه .
3-الإبعاد عن الإسلام .
4-إنهاء الخلافة الإسلامية .
5-إلغاء فريضة الجهاد .
6-القضاء على القرأن و محوه .
7-تدمير أخلاق المسلمين .
8-القضاء على وحدة المسلمين .
9-إبقاء العرب ضعفاء .
10- إنشاء ديكتاتوريات سياسية فى العالم الإسلامى .
إمكانيات حملات التنصير:
يضرب لنا العلامة ديدات
هذا المثل قائلا ( هناك حوالي 35 ألفا جمعية تبشيرية صليبية في صحارى إفريقيا....هؤلاء
مدعمون من الكنائس و المنظمات المسيحية الأمريكية, إنهم يريدون جعل إفريقيا كلها
مسيحية, في سنة 1977 كان هناك في أندونيسيا حوالي 6 آلاف جمعية صليبية تبشيرية من
أجل تحويل 15 مليون إندونيسياً إلى المسيحية .... وهو يطمحون إلى جعل إندونيسيا
بلدا مسيحيا ...ولديهم سفن تُوظف في العمل التبشيري .. من هذه السفن : سفينة تُدعى (
لوجوس ) ، وسفينةٌ أخرى تُدعى ( دولوس ) ، وهذه السفن تنتقل بين الموانئ ، ويشجعون
الناس للصعود إلى ظهر السفينة ، والناس بطبيعتها تسرع إلى ذلك .. فهي تجربةٌ جديدة
وطريفة ، خاصة في عصر السفر بالطائرات ، ولذلك عندما ترسو السفن وتفتح الأبواب
للزوار يندفع الجميع إلى ظهر السفينة مسلمين وغير مسلمين ليتفرجوا ، وهناك تقدم
لهم المطبوعات ، وتتم عمليات غسيل المخ , وحالياً فإن هذه السفن تعمل في أندونيسيا
.. تتجه هذه السفن التبشيرية إلى إحدى الجزر وترسو بالقرب منها ، فأندونيسيا كما
نعلم تتكون من حوالي ألفي جزيرة ، ولكل من هذه الجزر ميناؤها الخاص بها ، وحين
ترسوا السفينة التبشيرية فإنهم يرسلون القوارب الصغيرة لتحضر السكان إلى ظهر
السفينة ، ويقدمون لهم التسلية والترفيه ، ويوزعون عليهم الكتب ويباشرون عملية
غسيل المخ , وهم يتباهون بأن لديهم من الإمكانات الخاصة بهم أكبر ممَّا لدى
الحكومة الأندونيسية نفسها ) ( وهم يخططون في الشرق الأوسط للإتصال بالناس في
المنازل ! وفي أحد مؤتمراتهم التي عقدت في بيروت بلبنان ، فإنهم سوف يجندون مبشرين
للعمل في الشرق الأوسط وظيفتهم هي الدق على أبواب المنازل وتبليغ رسالة المسيحية
إلى الناس يداً بيد .. بواسطة الكتب والحوار المباشر ، وبواسطة الإتصال الشخصي ,
وإذا لم يتمكنوا من تحقيق هدفهم بالإتصال المباشر في بلاد كالسعودية ، فإنهم
يحققون هدفهم من خلال البريد . فمن خلال دليل التليفون في جدة والرياض وغيرها ،
يلتقطون أسماء المسلمين ، ويرسلون إليهم كوبوناً بالبريد – ولدي عينات من هذا
الكوبون ، وهو مكتوبٌ بالعربية – ويقولون : " خصصنا لك إنجيلاً بالمجان ..
ألا ترغب في الحصول عليه ؟ ")3
مواجهة التنصير :
إن الجهاد فى سبيل الله تجاه هذه الهجمة فرض على كل مسلم , و
فى هذا المقام يقول فارس الإسلام (...و لكن أين الدعوة المهمة الأصيلة للمسلم ؟.. من
مائة ألف صحابي حضروا حجةالواداع لم يدفن فى المدينة منهم الا عشرة الاف – أين ذهب الباقون ؟-
فهموا معانيالشهادة و التبليغ للرسالة و انطلقوا فى الأفاق يمتطون خيولهم و جمالهم
ينشرون دعوةالله و يبلغونها للعالمين , أدركوا رسالتهم للعالم و لم يكتفوا
بالجلوس فى بيوتهم ومساجدهم يقيمون نصف الدين و يتركون النصف الآخر ..... فأجدادك قد
أدوا دورهم بينماأنت لا تستطيع أن تحافظ على نفسك و على أبنائك , أخى : اما أن تجاهد
فى هذة المعركةو تقف فى وجه هذة القوى أو تقبع مكانك و تنهزم و تنعدم و يستبدل قوما غيركم )4 , ( فإذا دعونى الى كتابهم المقدس فسوف ادعوهم الى القرأن
الكريم )5 , ( ان هذا الدين جاء ليظهر على الدين كله و على
طرق الحياة جميعها , سواء كانت اليهودية أو الشيوعية , و مهما تكن الفلسفة أو
الديانة , فقدر الإسلام أن يهيمن عليها جميعًا , أنا أؤمن بذلك , و لكن الدور الذى
يمارسه كل أحد هو من اختياره , فإذا كنت تريد أن تكون راضيًا بالخضوع و أنت مشتوم
ممتهن أو أن تكون لعبة للتدريب , فإن هذا هو اختيارك أنت و ليس هذا اختيار الله ,
إنه يتعين علينا أن نعمل بجد أكثر , فالمجتمع الغربى يغسل أدمغة أبنائنا بأسلوب
يجعلهم يشعرون بالدونية , و المبشر إذا جاء و طرق بابك فهو عدوانى , و مهما جاءك
بوجه مبتسم فإنه يعتقد فى قرارة نفسه أنه أفضل منك , و لولا ذلك لما تجرأ أن يطرق
بابك ليخبرك أنك ستدخل جهنم ! , إن النبى قال " اليد العليا خير من اليد السفلى "6 , و هذا يعنى أن الذى يعطى أرفع منزلة من الذى
يأخذ , ان مهمتنا هى أن نخرج لنبلغ رسالة الله , إننا فى مكانة أعلى من الناحية
العقائدية )7 ( إنهم يخططون و يدبرون كيف يقاومون و يكافحون الإسلام ! .... و لكن
ماذا فعلتم حتى يشعروا بالرهبة منكم ؟ ! , ماذا فعل المسلمون حتى يشعروا بالرهبة ؟
! .... و ماذا يرعبهم أو يرهبهم ؟ إنهم يقولون أو يزعمون أنهم مرعوبون من غزو
الإسلام لحماهم ! , و طالما سألت : " أين هؤلاء القوم الذين يفترض أنه ينشرون
الإسلام ؟ " أين هم ؟ هل لدينا فى جنوب أفريقيا بعثة واحدة للدعوة إلى
الإسلام و نشره ؟ فهل يمكنكم أن تخبرونا بإسم بعثة واحدة للدعوة الإسلامة فى جنوب
إفريقية بينما النصارى آلاف البعثات أو الإرساليات للتبشير المسيحى أو التنصير ,
هل هناك بعثة إسلامية واحدة ؟ هل يمكنكم أن تنبئونى بإسم بعثة إسلامية واحدة جنوب
نهر الزامبيزى ؟ لا ! و مع هذا فإنهم مرعوبون ! )8 ( إننى أقول لكم إن المشكلة هى أننا حقًا لا
نستغل هذه المسألة ( و هى أنهم خائفون دون أى شئ ) , و قد حان الوقت لأن
نستيقظ و نعى الرسالة التى أعطاها الله سبحانه و تعالى لنا , فنحن لسنا بحاجة الى
تلفيق ( كما يفعلون ) و لسنا بحاجة لأن نربك عقولنا أو نسئ استخدامها أو لأن نبدل
المنطق , و لتخرجوا بهذه التعاليم البسيطة التى توافق عقل الإنسان و منطقه ,
اذهبوا و اعرضوا إخوة الإسلام هذه على البلد الغارق فى الظلام الفكرى و الأخلاقى
الذى نشاهده و يحيط بنا جميعًا , و لتروا ما يمكنكم عمله حيال ذلك , إننى أؤكد لكم
أنهم سوف يخفقون و يعجزون و ينهارون , إن الدعوة الى الإسلام واجب و شرف ندين به
لأنفسنا , و أنا أؤكد لكم أن لدينا القوة و لدينا القدرة على النفرة و الارتقاء
الروحى و لدينا التعاليم التى تجعل منا قومًا لا يغلبون , إننى أؤكد لكم أنه لا
يمكن أن يبلغ منزلتكم أو مقامكم أحد , لو أنكم قمتم بدوركم و نلتم الشرف المناط
بكم .. قوموا بالمهمة و بلغوا الرسالة , ان هؤلاء القوم مرعوبون حتى و أنتم ساكنون
عن الحركة , حتى و أنتم صامتون عن الكلام أو الإعلان عن عقيديكم )9 ( فنحن لم نفعل شيئًا حتى نستحق هذا الشرف أو
الكرامة و الإمتياز أو الفضل بما نلاقيه من إهتمام المجالس الكنسية المتتالية ,
فليس لهم حديث إلا عن الإسلام و المسلمين ! أرأيتم هذا ؟ ! , إنه لديهم ألف مشكلة
و مشكلة فلديهم مشاكل منزلية تعرض أطفالهم للضياع و الإنهيار الاجتماعى و الأخلاقى
و لديهم مشكلة السكر و إدمان الخمر الذى تفشى فيهم , فياله من تصدع إجتماعى , و
جميع هذه المشكلات المنزلية و السياسية لا تزعجهم و لا تقلقهم و لا تسبب لهم الهم
و الغم , و الشئ الوحيد الذى يظل يطن أو يئز أمامهم هو الإسلام و أنتم أيها المسلمون
! و إنه لفخر و امتياز , و لولا ذلك .. لولا هجماتهم هذه على الإسلام ما كنت معكم
هنا ! و لو لم أكن هنا ! , لما كنتم هنا الليلة ! , و من ثم فرب ضارة نافعة ) 10
فالشيخ رحمه الله يطمئن المسلمين بيقين المؤمن من
أن كل هذه المحاولات المستميتة سوف تذهب سدى ان شاء الله كما و قدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا و فى نفس الوقت يدعونا فارس الإسلام الى عدم الركون الى أن الله
سوف ينصر دينه بدوننا قائلا ( ان المسلم في جميع أنحاء العالم يعاني من المشاكل
التي يخلقها له المبشرون ، والتهديد والهجوم التبشيري يغطي العالم كله ، وعادة ما
يكون المسلم ليناً متراخياً .. فهو يظن أن كل شيءٍ على ما يرام ، ذلك أن الأمر
مفروغٌ منه ، فالله هو الذي يتولى أمر دينه ، ألم يقل الله : ... لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُشْرِكُونَ أي أن الله في النهاية سيجعل الإسلام يسود ويعم ، لذلك تجد المسلم
يعيش حاملاً في ذهنه هذه الفكرة ، بأن الله هو الذي يقوم بذلك ، فلماذا إذن يتحرك
هو ؟!! لذلك فهو متهاونٌ ومتخاذلٌ ، بينما نجد أن المبشرين المسيحيين ينشطون
ويحركون جماهيرهم ، والناس في الغرب ليسوا متدينين عموماً ، فالذي أعلمه أن ثلاثةً
بالمائة فقط من الناس في بريطانيا يترددون على الكنيسة ، ولكن هؤلاء الذين يترددون
على الكنيسة يشكلون جبهةً قويةً جدًّا ، وهم يحركون العالم كله ، وقد نشروا في
العالم سبعين ألفاً من الصليبيين المتفرغين , والصليبيون هم مجاهدوا المسيحية , في
الماضي كان الصليبيون يعملون بأسلوبٍ مغاير .. في أيام صلاح الدين الأيوبي ، جاء
الصليبيون من أوروبا لاحتلال فلسطين ، ولينتزعوها من أيدي المسلمين .. هكذا كانت
الصليبية في ذلك الزمان ، واليوم اختفى هذا النوع من الصليبية .. فالصليبية الآن عملٌ
ذهني وثقافي ، وهي اليوم عمليةٌ فكريةٌ وذهنيةٌ ) 11
الإنتقال من رد الفعل إلى المبادرة :
يجب علينا كمسلمين أن نكون أول من يبادر بالدعوة بالحكمة و الموعظة
الحسنة , و آلا ننتظر هؤلاء الفاشلين حتى يأتوا إلينا , يقول العلامة ديدات ( نحن
المسلمين لم نفعل شيئًا حقًا من أجل ملايين الضالين فى العالم , يجب علينا أن
ننقذهم من " الشرك " و إلا فإنهم سوف يجروننا معهم الى الخسران المبين
فى الدنيا و الآخرة , إن الذين يعبدوا آلهة من البشر فى أرض الله الطيبة اليوم
أكثر من هؤلاء الذين يعبدون الله الواحد سبحانه و تعالى بعدة ملايين , و الشقاء
الذى يعيش فيه العالم الإسلامى هو بسب إهمالنا الكامل فى مشاركة " دين الله
" مع شعوب العالم , إن نشر الإسلام أول فرض على المسلم , إذا سقطت هذه
الدعامة فأنت على خطر عظيم , لتعلم أن عقاب الله يأتى بغتة ) 12
ضرورة الجهاد :
يقول النبى ( ذروة سنام الإسلام
الجهاد في سبيل الله )13, لذا كان لزام على
المسلم الدفاع عن عرض الإسلام و عن عرض القرأن و عن عرض العدنان , و لا يخشى فى الله لومة لائم , , فالحملة الشرسة التى يقودها الصليبيون على الإسلام
تتطلب الجهاد بمختلف أنواعه طبقًا لدرجات الهجوم الصليبيى , يقول العلامة ديدات (
سلاحنا الوحيد فى مواجهة هذا الخطر الداهم المفزعالمروع المسمى بالتبشير هو القرأن و حمل السيف فى
سبيل الله لمواجهة هذا الخطرالداهم إنها مقولة مصيرية بين الإيمان و الإلحاد , بين الإسلام و قوى
الطغيان , بينالعدل و الجور , بين النور و الظلمات , بين الحق و الضلال , فلا ينفع
و لا يجدى فىهذه المعركة الا السيف و القرأن يتعانقان حتى يقيم السيف ما ترك من
القرأن و يسودالإسلام العالم أجمع و يعود المسلمون الى رشدهم لمواجهة هذا الخطر
الكامن فىالصليبية و الصهيونية العالمية )14 ( فسلاحنا و درعنا فى هذه المعركة الإيمانية يتمثل
فىالقرأن لقد حفظناه لقرون لنكسب الثواب فقط و لكن
الأن يجب علينا أن نستعين به فىميدان المعركة لمواجهة التبشير و المبشرين)15
فنحن أمام خيارين يوضحهما فارس الإسلام قائلا ( إما أن نجتهد و أن
ندعوا الى الإسلام و نتمسك بإسلامنا , أو نقف مكتوفى الأيدى كما هو الآن لكى
يحولونا الى النصرانية , و نحن أصحاب الحق و الدين الذى يجب أن يظهر و ينتشر عن أى
دين .. النصرانية .. اليهودية , البوذية , الهندوكية , الشيوعية ,... هو الدين
الذى يجب أن يهيمن على كل ما سواه , و إذا قصرنا فى ذلك فإن الله توعدنا بأنه
سيبدلنا بقوم يحبهم و يحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين , فقد تركنا
المجال للدعوات النصرانية و غيرها تنتشر بكل أساليب الدعاية و الإعلام و استغلال
إمكانات الصحافة و الإذاعة و التليفزيون و غيرها و لهذا يجب أن نغير هذا الواقع و
أن ندافع عن ديننا و أن ننشره بذكاء و حكمة )16 ( فلماذا تستندون على ظهوركم دون أن تفعلوا شيئًا
و تركبون السيارات الفاخرة و تنفقون الأموال الطائلة فيما لا يفيد , و تقولون
الدين غالب دون العمل له ؟ .. من يفعل ذلك فإن هناك شكًا فى إيمانه و اعتقاده ! ) 17 ( يجب أن نحاربهم بسلاحهم و أسلوبهم و نشراتهم
التى تقدر بالملايين .. و لا أدرى ماذا حدث للمسلمين ؟! أضرب لك مثالا .. هناك
مجموعة صغيرة من النصارى قد طبعوا أكثر من 84 مليون نسخة من كتاب واحد بأكثر من 95
لغة مختلفة و يطبعون 10.2 مليون نسخة من مجلة شهرية بأكثر من 102 لغة و يصدرون من
مجلة أخرى تسمى اليقظة 8.9 مليون نسخة فى الشهر بأكثر من 54 لغة , و ميزانية ذلك
الرجل " سويجارت " مليون دولار يوميًا و نحن المسلمين بكل دخلنا من
البترودولار لا نستطيع أن ننفق مليون دولار للدعوة فى السنة الواحدة )18 ( إن المسلم يملك هذا الدين ... يملك البرهان و
عله أن يصحو و يعلم أنه يملك " جرافة " منحها إياه الله تحطم كل الصخور
, صخور الأصنام و الجاهلية , هى هذا الدين , فعليه استخدامها لنيل العزة , و لكن
تصرفاتنا تدل على ألا عزة لنا فى هذا العالم مع أن أصل العزة لله و لرسوله و
للمؤمنين , و فى مسألة الإبتعاث الى الخارج هناك مسألة هامة حيث أننا نقوم بقذف
أبنائنا أمام أنياب الأسد دون أن نحذرهم من مكامن الخطر – فالمنصرون الصليبيون
يحبون أن يرونا هناك لكى يسممونا و يعملوا لنا غسيل دماغ و يوجهونا كما يريدون ,
فأبنأونا الذين نقذف بهم فى بلاد الغرب يجب أن نعدهم ليكونوا سفراء لبلادهم و دعاة
لدينهم , فالمنصرون الذين يبعثون بأطبائهم و مهندسيهم و معليمهم ليعملوا هنا و
ينشرون النصرانية يكسبون , و فى نفس الوقت يؤدون مهمتهم التى يؤمنون بها ,
يجب ألا تنسى دورك وواجبك الأهم و هو تبليغ هذا الدين .. فإن أجدادك العرب قد
فعلوا ذلك عندما ذهبوا إلى التجارة و نشروا الدين , لذلك تجد أن أكثر من 90% من
المسلمين هم من غير العرب , فأجدادك قد أدوا دورهم بينما أنت لا تستطيع أن تحافظ
على نفسك و على أبنائك , أخى : إما أن تجاهد فى هذه المعركة و تقف فى وجه هذه
القوى أو أن تقبع مكانك و تنهزم و تنعدم و يستبدل قومًا غيركم )19 ( النصارى أصبحوا يجرفون المسلمين فى كافة أنحاء العالم , و ليس
هناك من يبكى لهذه النتيجة , بينما نرى النصارى يندفعون على نطاق واحد لنشر دينهم
, التضحية بحياة الترف و البذخ و العيش فى أدغال إفريقيا و الصحارى الحارقة لنشر
دينهم ..... أما نحن فصحيح أنهم يربوننا بالصلاة و تربية اللحية , و هذا جميل و
لكنه جزء , فقلما تسمع على المنبر من يحمسك و يشجعك على الإنطلاق و الدعوة الى
الله فى بقاع العالم , كلهم يحدوثونك عن الصلاة و الزكاة ...إلخ , و لكن قلما يكون
الحديث لنشر دين الله .. أين الجهاد ؟ الله سبحانه و تعالى يقولو جاهدوا فى الله حق جهاده هو اجتباكم و ما جعل عليكم فى الدين من
حرج فهو الذى اختاركم و اصطفاكم لهذه المهمة , هل منا من يتحدث عن
الجهاد ؟ ! آيات الجهاد لا تزال موجودة فى القرأن و لكنا لا نسمعها على المنابر !
, أمر الجهاد عليه الدين كله ) 20
وعيد و نذير:
يقول فارس الإسلام ( إن أمة تملك هذه الأموال و تعانى من هذا العجز
تستحق الدمار و التخلف و سيعاقب الله المسئولون عن ذلك فى اليوم الأخر كما توعد الله
سبحانه و تعالى الذين لا ينفقون فى سبيل الله , فالله سبحانه و تعالى أخبرنا عن سر
النجاح , و فى القرأن الكريم قدم لنا المعادلة و لكننا نأخذ أجزاء من الدين و
نجعلها دينا وحدها , و نقول : إن هذا هو الحق و الله سبحانه و تعالى يحدد سر
النجاح فى هذه الأمة و الذين استجابوا لربهم و أقاموا الصلاة و أمرهم
شورى بينهم و مما رزقناهم ينفقون الإيمان و الشورى و الإنفاق .... إن المواطن النصرانى يضع يده فى
جيبه و ينفق و يعطى الكنيسة .. الشركات و المؤسسات التجارية ترصد أموالا سنوية
لمؤسسات التنصير .. بينما المسلمون , أبواب الخير و الإنفاق مفتوحة أمامهم من زكاة
و صدقة , و لا تخلوا سورة من القرأن الا و تدعوا الى الانفاق و البذل فى سبيل الله
) 21
رحمك الله فارس الإسلام , يسير عليك أن تقول هذا , فأنت من ضحيت
بالنفيث و الغالى فكنت وحدك أمة أعدت لأمة الإسلام عهد البطولة و العزة , و صنعت
من الشباب رهائن الإفلاس أبطالا , فنحسب أن صدقت الله أقوالا و أفعالا , فنحسب أن
صدقت الله أقوالا و أفعالا !
المراجع:
1-حوار مع مبشر ص 11 – مكتبة المختار الإسلامى .
2-المصدر السابق ص 12 .
3-حديث مع ديدات
بالتليفزيون الأسترالى فى مقدمة محاضرة للشيخ بعنوان (what makegood Friday good ) و انظر( هذه حياتى سيرتى و
مسيرتى ص 91 – دارالفضيلة ) .
4-أحمد ديدات بين الإنجيل و القرأن ص 10, 11 - المختار الإسلامى .
5-حوار مع ديدات فى باكستان ص 25 – المختار الإسلامى .
6-رواهأحمد .
7-لقاء مع الشيخ بجريدة " عرب نيوزالسعودية " نقلا عن " هل المسيح هو الله ؟" ص 101 -102 , المختار الإسلامى .
8-عيسى إله أم بشر أم أسطورة ؟ ص 87 , 88 –المختار الإسلامى .
9-المصدر السابق ص 90- 91
.
10- المصدر السابق ص
103- 104 .
11-هذه حياتى سيرتى و مسيرتى ص 87-88 , دار الفضيلة .
12-الله فى اليهودية والمسيحية و الإسلام ( ما اسمه ؟ ) ص 60– المختار الإسلامى .
13-رواه أحمد – مسند الأنصار (21039 ) .
14- حوار مع مبشر ص30– المختار الإسلامى .
15-المصدر السابق ص 10 .
16-أحمد ديدات بين الإنجيل و القرآن ص 6-7 , المختار الإسلامى .
17- المصدر السابق ص
7 .
18- المصدر السابق ص
8 .
19- المصدر السابق ص
10-11 .
20- المصدر السابق ص
12 .
21- المصدر السابق ص
10 .